حجرة سيدنا الشيخ صالح مصطفى الكحال الشهير بالجرماني...
#جرمانا - سوريا
ولد الشيخ العالم الجليل صالح الكحال في زقاق بركة وحطاب بالقرب من باب الجابية بدمشق سنة ١٢٤٠هـ ١٨١٩م من أبوين فاضلين والدته السيدة الفاضلة سعدة الخطيب ،أما زوجته فهي السيدة العفيفة أم محمد بدور بنت مصطفى رافع
تولد ١٢٥٠هـ وتوفيت وهي بنت طاهرة قال رحمه الله عند وفاتها " الله يرحم هذه البنت ، لم أر منها أيّ فعل منكر أو غريب"
(وبهذا لم يكن للشيخ الجليل أي ذرية من بعده)
انتقل الشيخ الجليل من دمشق وعاش بقية حياته بين أهله في جرمانا حيث عمل في صناعة الحُوص (السلال) فكان مثالاً للمؤمن الصادق بكسب رزقه الحلال وكان الشيخ صالح تقياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة زاهداً بالدنيا وزخارفها مزوداً بالعلم والتقوى نهل المؤمنون من علمه الشيئ الكثير ومن أخلاقه ما أضاء لهم درب الحياة
يروى ان الشيخ ابو حسين ابراهيم الهجري زار مع بعض المشايخ الموحدين بلدة جرمانا وصادف أولاداً صغار يلعبون في الطريق وبينهم الشيخ صالح الكحّال ولمّا رأى الفتى صالح كوكبة المشايخ الأطهار انفرد ولاذ بنفسه واختبا وراء جذع شجرة جوز حياءً منهم. فتقدّم اليه الشيخ ابراهيم الهجري وتفرّس فيه ووضع يده المباركة على رأسه الشريف وقال لمن حوله من أهل البلدة بعد ان تلا عليه آية من آيات الذكر الحكيم: "إحتفظوا بهذا الغلام فإنه سيكون اصلح اهل زمانه
كان الشيخ صالح علم من أعلام الورع والتقوى عند الموحدين الدروز ومن اكابر المشايخ والأعيان العارفين ورأس الورعين وصاحب الإشارات العالية والهِمم السامية والأنفاس الصادقة والكرامات الخارقة والمقامات الجليلة, والمكانات الرفيعة. كان من أبرز شيوخ الموحدين بالرغم من أنه لم يتولى اي مركز قيادي. ولم يسعَ يوماً لثروة او سطوة او نفوذ لكن عظمته تكمن في طبيعة شخصيته وفي ايمانه العميق بالله عز وجل وحبّه وتفانيه في الذات الإلهية. وقد عُرف بين قومه بالنزاهة المطلقة واشتهر بالصدق والأمانة والزهد والعبادة كان يعتمر بعمامة بيضاء ويرتدي قمبازا أزرق غامق وعباءة على كتفيه. لم يكترث يوما بملابسه لكنه كان يحرص كل الحرص على نظافتها. له مواقف وأعمال كثيرة تشير الى ايمانه وذكائه وورعه وتقواه
تحدّث عنه الكاتب مارون عبود قائلا :" الشيخ ابو محمد صالح من جرمانا كان يوزع غلة أراضيه على الفقراء ويعيش من ثمن السلال التي كان يصنعها هو ويبيعها في دمشق فلم يمد يده الى حاصلاته لأنه لم يتعب في استثمارها.
ورُوي عنه ان رجلا من السويداء كان عليه دين لأحد سكان دمشق وقدره ثلاثون مجيدية بموجب سند مكتوب. ولم يتمكن الرجل الفقير من وفاء دينه فحضر الى التاجر ليعتذر منه معترفا بتقصيره. وبعد ان ياس التاجر من الحصول على نقوده قال له إذهب الى الشيخ ابو محمد صالح الجرماني وادعوه ان يدخل حانوتي ويبارك في رزقي وأنا اسامحك بالنقود. فذهب إلى المدينة ودعا الشيخ فلبّى طلبه بكل تواضع بعد ان حذّره بقوله :" إياك ان يكون معك مصاري وتزل معه". قال المدين صدّق ما معي ..
التكملة في المنشور التالي
حجرة سيدنا الشيخ صالح مصطفى الكحال الشهير بالجرماني... #جرمانا - سوريا
ولد الشيخ العالم الجليل صالح الكحال في زقاق بركة وحطاب بالقرب من باب الجابية بدمشق سنة ١٢٤٠هـ ١٨١٩م من أبوين فاضلين والدته السيدة الفاضلة سعدة الخطيب ،أما زوجته فهي السيدة العفيفة أم محمد بدور بنت مصطفى رافع
تولد ١٢٥٠هـ وتوفيت وهي بنت طاهرة قال رحمه الله عند وفاتها " الله يرحم هذه البنت ، لم أر منها أيّ فعل منكر أو غريب"
(وبهذا لم يكن للشيخ الجليل أي ذرية من بعده)
انتقل الشيخ الجليل من دمشق وعاش بقية حياته بين أهله في جرمانا حيث عمل في صناعة الحُوص (السلال) فكان مثالاً للمؤمن الصادق بكسب رزقه الحلال وكان الشيخ صالح تقياً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة زاهداً بالدنيا وزخارفها مزوداً بالعلم والتقوى نهل المؤمنون من علمه الشيئ الكثير ومن أخلاقه ما أضاء لهم درب الحياة
يروى ان الشيخ ابو حسين ابراهيم الهجري زار مع بعض المشايخ الموحدين بلدة جرمانا وصادف أولاداً صغار يلعبون في الطريق وبينهم الشيخ صالح الكحّال ولمّا رأى الفتى صالح كوكبة المشايخ الأطهار انفرد ولاذ بنفسه واختبا وراء جذع شجرة جوز حياءً منهم. فتقدّم اليه الشيخ ابراهيم الهجري وتفرّس فيه ووضع يده المباركة على رأسه الشريف وقال لمن حوله من أهل البلدة بعد ان تلا عليه آية من آيات الذكر الحكيم: "إحتفظوا بهذا الغلام فإنه سيكون اصلح اهل زمانه
كان الشيخ صالح علم من أعلام الورع والتقوى عند الموحدين الدروز ومن اكابر المشايخ والأعيان العارفين ورأس الورعين وصاحب الإشارات العالية والهِمم السامية والأنفاس الصادقة والكرامات الخارقة والمقامات الجليلة, والمكانات الرفيعة. كان من أبرز شيوخ الموحدين بالرغم من أنه لم يتولى اي مركز قيادي. ولم يسعَ يوماً لثروة او سطوة او نفوذ لكن عظمته تكمن في طبيعة شخصيته وفي ايمانه العميق بالله عز وجل وحبّه وتفانيه في الذات الإلهية. وقد عُرف بين قومه بالنزاهة المطلقة واشتهر بالصدق والأمانة والزهد والعبادة كان يعتمر بعمامة بيضاء ويرتدي قمبازا أزرق غامق وعباءة على كتفيه. لم يكترث يوما بملابسه لكنه كان يحرص كل الحرص على نظافتها. له مواقف وأعمال كثيرة تشير الى ايمانه وذكائه وورعه وتقواه
تحدّث عنه الكاتب مارون عبود قائلا :" الشيخ ابو محمد صالح من جرمانا كان يوزع غلة أراضيه على الفقراء ويعيش من ثمن السلال التي كان يصنعها هو ويبيعها في دمشق فلم يمد يده الى حاصلاته لأنه لم يتعب في استثمارها.
ورُوي عنه ان رجلا من السويداء كان عليه دين لأحد سكان دمشق وقدره ثلاثون مجيدية بموجب سند مكتوب. ولم يتمكن الرجل الفقير من وفاء دينه فحضر الى التاجر ليعتذر منه معترفا بتقصيره. وبعد ان ياس التاجر من الحصول على نقوده قال له إذهب الى الشيخ ابو محمد صالح الجرماني وادعوه ان يدخل حانوتي ويبارك في رزقي وأنا اسامحك بالنقود. فذهب إلى المدينة ودعا الشيخ فلبّى طلبه بكل تواضع بعد ان حذّره بقوله :" إياك ان يكون معك مصاري وتزل معه". قال المدين صدّق ما معي ..
التكملة في المنشور التالي