قصة ميثا الأطرش عندما أراد الجنرال أن يتزوجها وتخلعت شالها ونادت "يا دروز" هي من القصص الشهيرة التي تُحكى عن حياة الفنانة ميثا الأطرش، وتعتبر واحدة من اللحظات التاريخية التي تعكس شخصيتها القوية والمستقلة.

تبدأ القصة عندما كان الجنرال الفرنسي "جورج رولان" (وهو أحد الشخصيات العسكرية الفرنسية التي كانت موجودة في سوريا خلال فترة الانتداب الفرنسي) قد وقع في حب ميثا الأطرش وأبدى رغبته في الزواج منها. لكن ميثا، التي كانت تعرف جيدًا مكانتها في مجتمعها وهويتها، لم تكن مستعدة لقبول هذا الزواج، خاصةً أنها كانت متعلقة بجذورها العائلية والوطنية.

في أحد الحفلات التي كانت تُحييها ميثا الأطرش، وفيما كان الجنرال يحاول أن يظهر إعجابه بها أمام الجمهور، قامت ميثا بتصرف مفاجئ أذهل الجميع. فقد خلعت شالها الفاخر أمام الحضور، ونادت بصوت مرتفع: "يا دروز، يا دروز!". كانت هذه اللحظة بمثابة رد فعل غير مباشر على محاولة الجنرال الارتباط بها، وكانت بمثابة إعلان من ميثا عن رفضها الزواج منه، وأنها ترفض أي محاولة لربطها بشخصية غريبة عن هويتها الوطنية والدينية.

هذه الحكاية تعكس تمسك ميثا الأطرش بجذورها الدينية والطائفية (الدرزية) وفخرها بها. كانت هذه الحادثة بمثابة تصرف يعبّر عن رفضها للهيمنة أو التأثيرات الخارجية التي قد تحاول التأثير على هويتها الثقافية، خاصة في وقت كانت فيه سوريا تحت الانتداب الفرنسي. كما أنها كانت بمثابة تأكيد على استقلالها الشخصي ورفضها لأن تكون جزءًا من أي علاقة قد تزعزع تلك الاستقلالية.

القصة أصبحت جزءًا من الأساطير المرتبطة بعائلة الأطرش وبالذات ميثا، وظلت تُذكر في العديد من المحافل الثقافية والحديثة كرمز للتمسك بالهوية والكرامة الشخصية.